قال مصور صحفي إيطالي، أصيب يوم فض اعتصام رابعة العدوية: إنه قرر الاتجاه لتغطية المناسبات والشئون الاجتماعية واعتزال التظاهرات، عازيًا ذلك للصعوبات البالغة التي تواجه الصحفيين في تلك الأحداث.

وأضاف المصور - الذي طلب عدم ذكر اسمه - في مقابلة مع "مصر العربية" أنه عايش معتصمي رابعة طيلة أسبوعين، ولم يشاهد معهم أية أسلحة، وسرد أبرز المواقف والذكريات التي قابلته خلال تلك الفترة.

وتابع بأن عامي 2011 و2012 شهدا قدرًا كبيرًا من حرية الصحفيين الأجانب، وكذلك في النصف الأول من عام 2013، مردفًا أن تغيرًا سلبيًّا شديدًا بدأ منذ أحداث صيف 2013، واتهم الإعلام المصري بأنه بمثابة آلة دعائية تصور أي صحفي أجنبي كما لو كان جاسوسًا.

وتمنى أن تشهد مصر يومًا ما توازنًا بين الأمن والحرية، على حد قوله، معتبرًا أن الوضع الحالي يؤثر سلبًا على السياحة المصرية، التي تمثل رافدًا أساسيًّا للاقتصاد المصري.

وسرد المصور الإيطالي تفاصيل حول إصابته، ومدى الرعب الذي انتاب عائلته في إيطاليا بعد أن فقد الكثير من الدماء، وتصميمه رغم معارضة والديه على العودة مجددًا إلى مصر، التي يحبها كثيرًا ويحب شعبها، بحسب قوله.

وقال أيضًا: كنت هناك على مدى أسبوعين، أحيانًا أثناء النهار، وأحيانًا مساءً.. لم أجد إلا معتصمين سلميين.. رأيت رجالًا ونساء وأطفالًا وأناسًا من مختلف الأعمار، فقراء وأثرياء قدموا من أرجاء متفرقة من البلاد، وكنت أتلقى دعوات لتناول الإفطار والسحور في رمضان، وكذلك أتذكر لحظات العيد التي كانت أحد أبرز اللحظات الروحانية والمؤثرة، لذا كانت ذكريات جميلة.

وأوضح أيضًا: حسنًا، الوضع كان بالغ الصعوبة.. في لحظة معينة بدأت القوات الأمنية إطلاق النار علينا من الكوبري، من أسلحة آلية، وسقط العديد من الأشخاص بجواري، وكنت محظوظًا أنني لم أصب برصاصة في تلك اللحظات، ثم اتجهت صوب شارع النصر، واقتربت منا قوات الجيش والشرطة، وفي لحظة أخرى بدأ إطلاق النار علينا مجددًا، بأسلحة آلية أيضًا، وهي اللحظة التي أصبت خلالها.