نافذة مصر / اليوم السابع :
أكد حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والمرشح على مقعد الفردى فئات بدائرة المنيل، أنه كان يجب على الكنيسة أن تخاطب المسيحيين لكى يذهبوا ليدلوا بأصواتهم فى الانتخابات كواجب دينى وليس عن طريق إصدار قوائم بأسماء المرشحين والأحزاب التى يجب أن يصوتوا لصالحها فى الانتخابات القادمة.
وأشار أبو سعدة إلى أن قرار الكنيسة يفتح الباب على مصراعيه لكى تتحول الانتخابات إلى صراع دينى طائفى تحركه العصبية الدينية والقبلية، لنشهد ما رأيناه من صراع بين التيارات الإسلامية والأقباط فى الاستفتاء على الإعلان الدستورى فى الانتخابات الحالية.
وعن اختيار الكنيسة لبعض الشخصيات على القوائم الفردية لدعمهم أكد أبو سعدة أن هذه الاختيارات تمثل خطرا كبيرا على المرشحين الأكفاء، كما أن اشتمال القوائم على مجموعة من الفلول يمثل خطرا كبيرا على الثورة، مشيرا إلى أنه كان يتمنى ألا يتم تأسيس هذه القوائم على أساس طائفى.
وكانت القوائم قد تجاهلت رموزا وطنية ساندت الأقباط منهم حافظ أبو سعدة وجميلة إسماعيل ومصطفى
وتباينت ردود الأفعال حول ما نشره "اليوم السابع" من تصريحات منسوبة لجميلة إسماعيل المرشحة على مقعد الفئات فردى مستقل الدائرة السادسة بمحافظة القاهرة من أن الكنيسة المصرية أعدت قائمة بعدد من المرشحين ووزعتها على مختلف الكنائس بالمحافظات لكى يصوت لها المواطنون الأقباط.
وكشفت مصادر لـ"اليوم السابع"، أن بولا أسقف طنطا، والمسئول عن لجان المواطنة بالكنيسة هو الداعم الرئيسى لفكرة تحديد قوائم من المرشحين وتوزيعها فى مختلف الكنائس المصرية فى الدوائر الانتخابية المختلفة، فضلاً عن كونه صاحب القرار فى اختيار المرشحين على تلك القوائم بالمحافظات المختلفة.
وأضافت المصادر، أن إعداد القوائم جاء فى 9 محافظات وبعد اجتماعات من للجان المواطنة بالابراشيات بمشاركة أعضاء المجلس الملى، حيث انتهت الاجتماعات إلى موافقة نهائية من الأنبا بولا بالموافقة على القوائم سيتم إرسالها إلى كل الكنائس نصها "برجاء مبايعة هذه الأسماء والقوائم بعينها حتى لا يتم تفتيت الأصوات"، واستقرت قائمة الترشيح على دعم ومساندة 24 مرشحا عن قوائم الكتلة المصرية ورمزها "العين" فى جميع الدوائر بالمرحلة الأولى، عدا الدائرة الثانية والثالثة بالإسكندرية، حيث يتم دعم التحالف الشعبى "الثورة مستمرة" رمز الهرم.
ومن بين أبرز الأسماء الواردة فى قوائم الكنيسة الدكتور عمرو حمزاوى بالدائرة الرابعة بمحافظة القاهرة وهشام سليمان شرف الدين بنفس الدائرة ومحمد أبو حامد شديد شاهين بالدائرة السادسة وفوزى السيد بالدائرة الثالثة وناصر أمين وأحمد حسن عطية بالدائرة التاسعة، والبدرى فرغلى وجورج إسحق ببورسعيد ووحيد الأسيوطى وفوزى السيد بالدائرة الثالثة، وجون طلعت وأسامة محمد بالدائرة الأولى، وسمير عجايبى وعبد الباسط محمد بالبحر الأحمر، وتدعم بالفيوم أيمن الجندى وكمال أبو جليلة بالدائرة الأولى، وأحمد عبد التواب ومصطفى الهادى بالدائرة الثانية، وربيع عبد التواب ووليد سيد الطحاوى بالدائرة الثالثة.
واللافت فى القائمة أنها تضمنت شخصيات محسوبة على النظام السابق والحزب الوطنى المنحل مثل رجل الأعمال الشهير طارق طلعت مصطفى شقيق هشام طلعت مصطفى والمرشح على الدائرة الثانية بمحافظة الإسكندرية وكذلك حيدر بغدادى المرشح عن الدائرة الثالثة بمحافظة القاهرة ومرشحين آخرين لحزب الحرية الذى يترأسه معتز محمود القيادى السابق بأمانة السياسات بالحزب الوطنى.
واللافت أيضاً فى قوائم الكنيسة، أنها دعمت 5 أقباط فقط من إجمالى 56 مرشحاً على مستوى دوائر الجمهورية، والأقباط المدعمين أبرزهم جون طلعت مفيد أبادير ووحيد شوقى عبد المسيح الأسيوطى ونبيل بولس شنودة وجورج إسحاق.
التدخل المباشر من الكنيسة فى العمل السياسى عبر تحديد قائمة للمرشحين وتوزيعها على الأقباط لاختيارهم اعتبرها جمال أسعد المفكر القبطى وعضو مجلس الشعب السابق إهانة للأقباط وتقييد للديمقراطية الحقيقية المطلوب توافرها بعد ثورة 25 يناير، فضلاً عن كونه إهدار للحق فى حرية الاختيار.
وأضاف أسعد، أن قوائم الكنيسة تكشف عن تعمدها الوقوف إلى جوار رجل الأعمال نجيب ساويرس وحزبه المصريين الأحرار، خاصة بعد الحملة التى تعرض لها عقب الرسوم الكرتونية التى نشرها على صفحته الشخصية بالموقع الاجتماعى "التويتر".
وفى تعليق على تلك الظاهرة، قالت الإعلامية جميلة إسماعيل، المرشحة على مقعد فردى فئات مستقل عن الدائرة السادسة بمحافظة القاهرة أن الكنائس توزع على الأقباط قوائم تتضمن أسماء بعينها لاختيارها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرة إلى أن مرشحى الكتلة المصرية على رأس تلك القوائم.
وأضافت جميلة إسماعيل فى اتصال هاتفى بـ "اليوم السابع" أن تلك القوائم جاءت بعد لقاء جمع بين قيادات كنسية وعدد من الشخصيات البارزة فى الكتلة المصرية، وأضافت جميلة إسماعيل أن محمد حامد مرشح المصريين الأحرار هو أحد أبرز الأسماء على القوائم التى سيصوت لها الأقباط، خاصة أنه مدعم من قبل المهندس نجيب ساويرس.
وأشارت جميلة إسماعيل إلى أن القائمة المعدة من قبل الكنيسة ضمت أيضا شخصيات من رموز الحزب الوطنى المنحل، أبرزهم حيدر بغدادى وصبحى وهدان وطارق طلعت مصطفى، فيما خلت الثورة تماما من أى مرشحين عن تحالف الثورة مستمرة، وهو التحالف الذى يضم شخصيات يسارية دائما ما تضامنت مع قضايا الأقباط، كما خلت القائمة من أبرز وجوه المجتمع المدنى وحقوق الإنسان الداعمين لحقوق الأقباط فى مصر، مثل الناشط الحقوقى حافظ أبو سعدة.
واستنكرت جميلة إسماعيل استخدام نفس أساليب النظام السابق فى استخدام دور العبادة فى توجيه الأصوات وتحديدا توجيه أصوات الأقباط والتعامل مع الأقباط على أنهم فئة وليسوا فصيلا أساسيا من مكونات الشعب المصرى.
مشيرة إلى أن موقف الأقباط من المرشحين للانتخابات لابد أن يكون موقفاً وطنيا من القضايا القبطية وليس بناء على توجيهات عليا.