وجهت فتاة مسلمة سؤالا  للداعية د. خالد أبو شادي، عبر حسابه الشخصي في موقع "آسك" .. حيث قالت :

انتكست بعد ان كنت ملتزمة بعد ان كنت اقيم الليل اصبحت حتى لا اصلي الفروض وارتكب الكثير من الذنوب وبطبيعة الامر قلبت حياتي راسا على عقب وبدل من ان اعود الى طريق الحق وجدت نفسي مصابة بلامبالاة تفوق الوصف اظن قلبي اصبح قاسيا مع العلم اني مررت بمشاهد موت ومرض وابتلاء واجاهد نفسي لكن لا فائدة؟

وجاء رد أبو شادي كالتالي :

قسوة القلب إنما هي من كثرة الذنوب التي تسبِّب مرض القلب، وإذا اشتد مرض القلب أوشك على الموت، ولكي يحيا القلب من جديد، فلابد له من الآتي:
أولا: الابتعاد عن مصدر الداء
ولكل عبد منا نقطة ضعف، هي ذنب يسهل عليه الوقوع فيه أكثر من غيره، ويؤدي الغرق فيه إلى عمى القلب بعد أن تشرب حب هذا الذنب، فلم يُبقِ في القلب مكانا للطاعة، ولا مجالا للنور، ولابد من (اكتشاف) نقطة الضعف هذه.
لابد إن أردنا حياة القلب من إزاحة واجبة، نزيح فيها المعاصي عن احتلال القلب.
وبالتالي فالتخلية أول شرط، أي التخلي عن الذنب.
ولا نحتاج فقط إلى التخلي عن الذنب، بل لابد كذلك من هجر كل ما يذكِّر بالذنب.
•    الصحبة التي تذكِّر بالذنب..
•    الأماكن التي تذكر بالذنب.
•    الفراغ الذي يذكِّر بالذنب.
•    الخلوة التي تشعل الرغبة في مواقعة الذنب.
وهذه التخلية تولد من رحِم الحزن على الحال الذي أوصلك إليها الشيطان.
ثانيا: التحلية: هي التحلي بالفضائل، وأولها الفرائض، وعلى رأسها الصلاة، واستعيني بصحبة تعينك عليها، وتجرُّك إليها.
ولا تتركيها مهما حدث، ولأن تصليها قضاء آخر اليوم خير لك من أن تضيعيها.
ثالثا: الزمن جزء من العلاج.
للوقت أثر في التاثير على القلب، لكن مجاهدة يوم او يومين أو أسبوع وأسبوعين لا تكفي لنزع سُمِّ الذنوب من القلوب، واستبداله بالدواء، فالصبر الصبر..
رابعا: شواحن الإيمان:
وأعني بها ما يقوي الله به الإيمان، وهذه الشواحن مفاتيح للقلوب.
فمنا من مفتاح قلبه خلوة مع ذكر.
ومنا من مفتاحه زيارة مقبرة أو تشييع ميت.
أو صدقة كبيرة يشعر معها بلذة البذل في سبيل الله.
أو زيارة أهل البلاء ليعلم نعمة الله عليه.
فلابد للعبد ان ينظر: ما أعظم ما يقوي إيمانه، وفي نفس الوقت يسهل عليه، فيحرص عليه.
خامسا: ذبح اليأس
واليأس من كبائر القلوب، ومن أمضى أسلحة الشيطان، ومهما بلغت معاصي الجوارح إلا أنها يسيرة بجوار كبيرة اليأس والقنوط من رحمة الله، ولذا وصف الله اليائس من رحمة الله (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
فاليأس أخو الكفر.. لماذا؟
لأنك تظل على أمل الانتصار على شيطانك ونفسك الأمارة بالسوء، ما لم تيأس، فإذا يئست فقد انهزمت، ورفعت الراية البيضاء، وانسحبت من الميدان، وتغلب عليك الشيطان.
سادسا: دعاء الغريق.
قال حذيفة رضي الله عنه: يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا كدعاء الغريق.
أخي المنتكس أنت غارق، وفي خطر شديد من أن يقبضك الله على هذه الحال.
وها هي روح إيمانك تُزهَق أمام عينيك، فأدركها، وأطلق صرخات الاستغاثة.
وقلَّد يونس عليه السلام، حين نادى في الظلمات، وإذا بهذه الصرخات تخترق سبع سماوات لتصل إلى العرش، فيجيب الله دعوته.
وأنت غارق في ظلمات الذنب والبعد عن الله، لكن حزن قلبك وشدة اضطرارك وصدقك في طلبك كفيلٌ بأن يرفع دعواتك إلى الله رب العالمين.
ولا أقول أن دعاءك سيجاب في الحال -وما ذلك على الله ببعيد- ولكني أقول: من ألح على الله في الطلب غمره الله بخير عميم وثواب عظيم.
وما تأخُّر الإجابة –إن تأخرت- إلا اختبارا لصدقك.
وزيادة في أجرك.
ومفتاح حسنات كثيرة تنتظرك، لأنك ستغتنم أوقات الإجابة ومواطن الدعاء لترفع الشكوى والنداء، وستحرص على بذل طاعة بين يدي الدعاء ليكون أرجى إلى القبول.
ردّك الله إلى رحابه.