انتشرت خلال اليومين السابقين صورة لوزير خارجية الإنقلاب سامح شكري خلال مشاركته في جنازة شمعون بيريز - رئيس إسرائيل السابق، وهو يبكي مما أثار حفيظة المصريين وإستيائهم، وتأكدوا خلال ذلك من حرص قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي علي ترسيخ العلاقات المصرية الإسرائيلية.


وهو مايرفضه الشعب المصري رغم معاهدة كامب ديفيد للسلام المنعقدة بينهم في 1979، إلا أن مصر رفضت كل محاولات التطبيع والتقارب التي تسعي إليها إسرائيل.
فهل فعليًا يسعي قائد الإنقلاب للتطبيع والتقارب العلني مع إسرائيل وهل هناك علاقات سرية بين مصر وإسرائيل كما صورها البعض؟؟ هذا ماسنعرفه في هذا التقرير:

·       هل اسرائيل محظوظة بحكم السيسي:
منذ تولي السيسي وزارة الدفاع في عهد الرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي، وقبيل حدوث الانقلاب العسكري في 3يوليو2013 تلاقت الأفكار بشكل غريب بين الصهاينة وقادة الانقلاب حيث ضرورة التخلص من الرئيس المنتخب محمد مرسي، بل وكانت الحجة المشتركة بينهما واحدة باعترافات القادة من هنا وهناك وهو "سعي مرسي لإقامة دولة إسلامية".
وأكدت صحيفة معاريف الصهيونية: أن الجيش طالب بإضافة 4.5 مليار دولار لموازنته بعد فوز مرسي وهو ما اعتبرته خطر كبير، ولذا كان لابد من دعم السيسي والإنقلاب علي مرسي.
وفي محاضرة بمعهد دراسات الأمن القومي الصهيوني INSS يوم 17نوفمبر 2012 قالت تسيبي ليفني - وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة، إن كل قائد ودولة في المنطقة يجب أن يقرروا أن يكونوا إما جزءًا من معسكر التطرف والإرهاب، أو معسكر البرجماتية والاعتدال وإذا قررت دولة أو قائد دولة ما مسارا آخر فسيكون هناك ثمنا لهذا.
وصرح وزير الحرب الصهيوني الأسبق بن اليعازر: مصلحتنا القومية تقتضي الإبقاء على حكم العسكر في مصر
وتضامناً مع السيسي، دعا وزير القضاء الصهيوني الأسبق يوسي بيلين أوباما لتعديل القانون الذي يحظر مساعدة عسكر انقلبوا على حكم منتخب.
وعقب الإنقلاب لم يترك السيسي شيئا من احلام الصهاينة إلا وسارع بتحقيقه ، بدء من تهجير أهالي سيناء ، وإقامة منطقة عازلة إلى تفجير الأنفاق بين مصر وغزة (الرئة الوحيدة التي يتنفس منها أهل القطاع بعد حصار دام أكثر من 8 سنوات منذ العام 2006 وإلى الآن) وأعلنها حربا إعلامية على حماس وحكومتها في القطاع ، حتى بلغ الأمر بصحيفة "هاآرتس" العبرية في 11يونيو 2014 أن تنشر تقريرا لها تقول فيه : إن السيسي يتخذ موقفا أكثر تشددا من إسرائيل تجاه حماس.
وكان السيسي قد أعلنها صراحة وبدون مواربة أن همه الأول هو حماية أمن إسرائيل وكان ذلك في لقاء إعلامي مع قناة فرانس 24 الإخبارية ، حيث قال ما نصه : لن نسمح بأن تكون سيناء مركز تهديد لأمن جيرانها.
وخلال افتتاح قائد الإنقلاب لمشروع محطة كهرباء بأسيوط في 17 مايو2016،  تكلم لمدة 22 دقيقة منهم 8 فقط في الشأن المصري و 14 في السلام المزعوم الذي دعا إليه ليكون أشد دفئا واكثر تقاربا مع إسرئيل.
كما صَوَّتت مصر لصالح إسرائيل منذ قيامها، لمنحها عضوية لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل حصلت على العضوية الكاملة فى اللجنة، بعدما أيدت 117 دولة منحها هذا المقعد، ومن بينها مصر، رغم امتناع 21 دولة أخرى، ومن بينها قطر، المرشحة ضمن القائمة نفسها عن التصويت.
واخر محاولات توثيق العلاقات هي إرسال وزير خارجيته سامح شكري إلي إسرائيل لحضور جنازة شمعون بيريز بدلا من إحياء ذكري محمد الدرة.

·       من هو شمعون بيريز:
ولد بيريز في بولندا عام 1923، كان أبوه تاجر أخشاب، وأمه كانت أمينة مكتبة ومعلمة للغة الروسية، هاجرت عائلته إلى فلسطين في عام 1934واستقرت في مدينة تل أبيب التي أصبحت في تلك الأيام مركزا للمجتمع اليهودي.
لقب "بيريز" بمهندس البرنامج النووي الإسرائيلي، واكتسب شهرته الدولية بعد اتفاقية "أوسلو" التي وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية عقب سلسلة من المفاوضات السرية شهدتها العاصمة النرويجية أوسلو عام 1993، وحصل على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات.
عمل "بيريز" في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، دبلوماسي في وزارة الدّفاع الإسرائيلية، وكان منوط بجمع السلاح اللازم لدولة إسرائيل الحديثة، وعين بيريز رئيسا لبعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة في 1949، ونائب المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائييلية في 1952، ثم أصبح المدير العام في 1953، ونجح في الحصول على المقاتلة "ميراج 3"، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي "مفاعل ديمونة"، وتعاون عسكريا مع فرنسا في الهجوم على مصر في أكتوبر 1956 فيما عرف بالعدوان الثلاثي.
وانتخب عضوا في الكنيست الإسرائيلي، وفي الفترة من 1959 - 1965 شغل منصب وزير الدفاع، وأصبح زعيما لحزب العمل عام 1977 ثم نائب رئيس الاشتراكية الدولية عام 1978.
دخل في حكومة الوحدة الوطنية مع رابين في الفترة من 1984 – 1986، وتولى منصب رئيس الوزاء بالتناوب مع إسحق رابين ثم نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية في الفترة من 1986 - 1988.
وأثناء رئاسته للوزراء اتخذ قرارا بانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، في الفترة من 1988 – 1990، اختير بيريز وزيرا للمالية وقاد المعارضة داخل الكنيست من خلال حزب العمل في الفترة من 1990 – 1992، وعاد لتولي منصب وزير الخارجية مرة أخرى عام 1992.
وكانت آخر كلمات له قبيل دخوله المستشفي ووفاته "إن السيسي أجري تغييرًا بالمنطقة، واعترف بنجاح السيسي في إقامة علاقات قوية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين".

·       جنازة شمعون بيريز:
علي الرغم من توافق جنازة شمعون بيريز بذكري وفاة محمد الدرة - الذي قتله الإسرائيليون وهو في حضن والده أثناء الهجوم علي غزة، إلا أن مصر تمثلت في الجنازة بوزير خارجية الإنقلاب وكذلك حضر رئيس السلطة الفلسطينية.
وعقب الجنازة وقف "شكري" في مقر الحكومة الإسرائيلية وخلفه تمثال تيودور هيرتزل – صاحب فكرة إنشاء دولة إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط.
وعلي الرغم من أن السنوات الأخيرة لحكم حسني مبارك، كان الوزير عمر سليمان - رئيس المخابرات، يزور إسرائيل من وقت لآخر لإهتمامه بملف العلاقات الأمنيه مع تل أبيب إلا أن زيارة شكري توضح التغير العميق في العلاقات خاصه بعد إنتشار صوره مع نتينياهو في منزله وهم يتابعون المباراة النهائية في كرة القدم لبطولة أمم أوروبا بين البرتغال وفرنسا فى باريس.

·       قالوا عن علاقة السيسي بإسرائيل:
كتب الخبير آفي يسخاروف في موقع ويللا الإخباري أن زيارة شكري تشير إلى ما وصفها بـ"علاقة رومانسية" بدأت تخرج للنور بين مصر وإسرائيل، وتشهد بنشوء تحالف إستراتيجي بينهما بعد أن كانت هذه العلاقات تتم في الظلام منذ اعتلاء السيسي الحكم في مصر.
بينما قالت وكالة "بلومبرج" الإخبارية  إنه بعد مرور 4 عقود من السلام بين مصر وإسرائيل وتغير أوضاع الشرق الأوسط، تحولت العلاقات بينهما من البرود إلى التحالف، كما وصل التعاون الأمني إلى مستويات غير مسبوقة، إضافة إلى توقيع عقود للطاقة بينهما بمليارات الدولارات، في ظل اكتشافات الغاز في البحر المتوسط.
وذكر موقع صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية أن السيسي تودد إلى قادة التنظيمات اليهودية الأميركية بالتعبير عن إعجابه بشخصية نتنياهو "وقدراته القيادية".
فيما يري حاتم عزام - البرلماني السابق والقيادي في حزب الوسط، أن السيسي واضح في ولائه لإسرائيل منذ اليوم الأول للانقلاب العسكري"، مشيرًا إلى "احتفاء وسائل إعلام الكيان الصهيوني به بشكل رسمي ومعلن منذ اليوم الأول لانقلابه واعتباره البطل القومي لهم".
ويذهب ممدوح المنير - رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية، إلى القول إن "السيسي يدرك جيدا أن بقاءه في السلطة ليس بالديمقراطية، وإنما برضا الولايات المتحدة عنه، والذي يأتي عبر البوابة الإسرائيلية.
وقالت جيروزاليم بوست: السيسي هبة إسرائيل
وأكد محلل إسرائيلي: ما بين القاهرة وتل أبيب "عشق سري"
وأشار عاموس جلعاد: إلي أن إسرائيل سعيدة بـ"معجزة" السيسي

·       قالوا عن حضور شكري جنازة بيريز:
أشعلت الصور التي عرضتها إسرائيل حربًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فرأي الكثير من المصريون أن القاهرة تقدم شيكا على بياض للحكومة الإسرائيلية فى ملفات الأمن ومياه النيل.
وأكد الصحفي عبد الله السناوي أن إيران هي الفائز الأكبر من أي تقارب عربي - إسرائيلي؛ لأنها ستظهر بمظهر المدافع الأساس عن القضية الفلسطينية.
فيما انتقد الدكتور يحيى القزاز - الأستاذ بجامعة حلوان وأحد قيادات حركة كفاية، حضور سامح شكري، وزير خارجية الانقلاب، جنازة رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز، وقال عبر حسابه على موقع فيسبوك: "لا فرق بين حضور وزير الخارجية سامح شكري أو المدعو الرئيس السيسي جنازة السفاح "بيريز".. كلاهما يحضر باسم مصر.. حضور سامح بك يعني حضور السيسي لأنهما يمثلان للأسف الدولة بالاغتصاب".
وأدان الإعلامي مصطفى بكري، مشاركة سامح شكري، في جنازة "شيمون بيريز" علي الرغم من وجود اتفاقية سلام بيننا قائلًا: كنت أتمني أن يكتفي الأمر بحضور أحد من القنصلية المصرية.
فيما أشار الإعلامي أحمد المسلماني، إن شيمون بيريز رئيس إسرائيل الفخري ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، هو مجرم حرب وحصل على جائزة نوبل للسلام، لافتًا إلى أن شيمون بيريز عاش 90عاما منها 70 عاما يعمل فيها ضد العرب، وكان ينبغى أن يحاكم قبل أن يرحل، في الوقت الذي يتم الحديث عنه على أنه فيلسوف سلام.
علق منتصر الزيات - المرشح السابق على منصب نقيب المحامين، "قرأت خاطرة لزميلنا كريم زرد، أعجبتني ذكرنا خلالها بحادث مفجع، فمنذ 16 عامًا مضت قُتل الطفل محمد الدرة في منظر بشع ومؤلم، تأذى له العالم، واليوم زار وزير خارجة مصر (النتن ياهو)، في بيته وشاهد معه نهائي دوري أبطال أوربا، وشارك في جنازة قاتل العرب والمسلمين بيريز، مضيفًا "تغيرت السياسة وتغير الساسة بل وتغير المزاج العربي كله وصرنا أضحوكة العالم".