ما تزال المرأة الفلسطينية تُثبت يوماً بعد يوم أنها تشكل حالةً جهادية متقدمة في تاريخ القضية الفلسطينية، فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية نحو العمل المقاوم، لم تتوانَ المرأة الفلسطينية تقديم نفسها رخيصةً فداءً لدينها ولوطنها الغالي.
 
وفي انتفاضة الأقصى المباركة وانتفاضة القدس ظهرت المرأة الفلسطينية من جديد وألقت بكل ما أوتيت من قوة في الانخراط فيها، التي قدم الفلسطينيون قوافل من الشهداء والاستشهاديات، فوقفت المرأة الفلسطينية الى جانب الرجل في العمل الجهادي المقاوم.
 
لكن هذه المرة بالأحزمة المفخخة التي يزين بها أجسادهن عوضا عن القلائد والمجوهرات التي تزين أجساد فتيات اليوم، لقد انطلقن بالإيمان العميق والعقيدة الصحيحة الذي زين قلوبهن وبعدالة القضية التي يجاهدن من اجلها فكتبن فصلا جديدا في إدارة الصراع، وخلال هذه انتفاضة الاقصى قدم الفلسطينيون قافلة ضمت احد عشر استشهادية من خيرة الفتيات المجاهدات.
 
وتأبى المرأة الفلسطينية إلا أن تشارك المجاهدين الأبطال في الجهاد والمقاومة، وها هي ريم صالح الرياشي أول استشهادية في كتائب الشهيد عز الدين القسام البالغة من العمر  (22عاما) من حي الزيتون بمدينة غزة وهي أم لطفلين تفجر جسدها الطاهر في عدد من الجنود الصهاينة فيما يسمى "بمعبر إيرز " الصهيوني شمال قطاع غزة وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف العدو .
 
تفاصيل العملية


في تمام الساعة 9:37 من صباح يوم الأربعاء 14/1/2004 كانت ريم الرياشي ترتدي حزاما ناسفا حيث قامت بتفجير نفسها داخل الممر الذي يمر فيه العمال الفلسطينيون من قطاع غزة إلى داخل "دولة الكيان الصهيوني" وذلك أثناء دخولها للحصول على بطاقة ممغنطة على أحد الحواجز العسكرية الصهيونية في المنطقة .
 
وقد اعترف العدو بمقتل 4 جنود، وإصابة 10 آخرين أربعة منهم في حالة خطيرة بينما الستة الآخرون في حالة متوسطة وقد تلقوا العلاج بمستشفى برادي لاي.
 
أول استشهادية قسامية


وتعتبر ريم الرياشي سابع استشهادية فلسطينية تنفذ عملية ضد العدو الصهيوني، وهي الأولى في "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، والأولى من قطاع غزة .
 
 وقد حملت هذه العملية العديد من الرسائل والدلالات خاصة كونها المرة الأولى التي تجهز فيها الكتائب استشهادية بعدما رفضت هذا الأمر في السابق، فالشهيدة ريم 22 عاما أم لطفلين أحدهما رضيع.
 
ضللت الجنود


وفور وقوع العملية، هرعت قوات كبيرة من الجيش الصهيوني وشرعت في إجراء التحقيقات وتمشيط المكان.
 
وأكدت مصادر صحفية صهيونية أن الانفجار ألحق أضرارًا لا توصف بالمكان.
 
وقال قائد الفرقة العسكرية الصهيونية في قطاع غزة، العميد غادي شيمني، إن "منفذة عملية معبر "إيريز" ضللت الجنود، أثناء الفحوصات الأمنية، عندما ادعت أن قطعة من البلاتين مزروعة في ساقها، لذا لم يكن بالإمكان عبورها في جهاز الكشف الأمني الخاص".
 
وأضاف شيمني أن "منفذة العملية استغلت فرصة انشغال الجنود في الاستعداد لإجراء فحص أمني خاص بها، في مثل هذه الحالات، وقامت فجأة بالتقدم نحوهم وبتفجير نفسها".


وما زالت المرأة الفلسطينية تقدم نفسها رخيصة في سبيل الله عزوجل، دفاعاً عن أرضها ومقدساتها وأبنائها، وما تنفذه الفتيات الفلسطينيات بالضفة المحتلة من عمليات طعن ضد الجنود الصهاينة إلا خير دليل أن المقاومة باقية وستبقى عقيدة راسخة في كل قلب فلسطيني وعربي مسلم.