في إطار حرب العقول المستمرة والمتصاعدة بين المقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وجه رجال المقاومة الفلسطينية ضربتان موجعتان لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، تم الكشف عنهما خلال 48 ساعة.



الضربة الأولى

 

فبجانب ما كشفه "الشاباك" حول قيام حركة حماس باختراق أجهزة اتصالات خلوية لجنود جيش الاحتلال وتنصتت على مكالماتهم ورسائلهم، عبر حسابات مزيفة، فإن الأمن الداخلي لقطاع غزة تمكن من اعتقال أحد عملاء الصهاينة (ن، م) والبالغ من العمر 53 عامًا، ويعد بمثابة "بنك مال" العملاء في القطاع.

هذا العميل "ارتبط مع المخابرات الصهيونية لأكثر من ثمانية أعوام قدم خلالها الكثير من المعلومات عن المقاومة الفلسطينية وأنشطتها العسكرية، بالإضافة إلى المهمات الأخرى".
 
وكشفت التحقيقات مع العميل أن "ضابط مخابرات الاحتلال اتصل به وعرف عن نفسه بأنه ضابط من جهاز "الشاباك" الإسرائيلي طالبا منه التعاون معه مقابل تحسين وضعه المادي وتقديم بعض الامتيازات له في إطار عمله"، منوها أن العميل أبدى الموافقة على الارتباط، واستمر في ذلك إلى أن تم القبض عليه في النصف الثاني من العام الماضي من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة".
 
وتنوعت مهام العميل (ن ، م) الذي ارتبط بالمخابرات الصهيونية عام 2007، "ما بين تقديم المعلومات عن عناصر المقاومة والإبلاغ عن الأنشطة العسكرية وبث الإشاعات وغيرها من الأنشطة، إلى أن أصبح عبارة عن "بنك المال"؛ وهو مصطلح يطلق على العميل الذي يقوم بزرع النقاط الميتة بالأموال كي يستلمها عملاء آخرين.
 
وتركز نشاط العميل (ن ، م) خلال حرب عام 2008 وحرب عام 2012، بشدة، حيث "زود الاحتلال بمعلومات عن بيوت عناصر المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ وغيرها من المعلومات، والتي كانت سببا في استشهاد بعض عناصر المقاومة، بينما تراجع نشاطه في حرب 2014، نتيجة حملة الأجهزة الأمنية على العملاء بشكل عام وتقييد حركتهم"، وفق موقع "المجد" المقرب من المقاومة الفلسطينية.
 
وقام العميل بـ"تزويد المخابرات العدو خلال فترة ارتباطه بصور عن أماكن تتبع للمقاومة كعيون الأنفاق والمواقع العسكرية وغيرها، إضافة إلى تزويدهم ببعض الإحداثيات، وقام بإرشاد المخابرات الإسرائيلية ووفر لها بعض النقاط الميتة التي يمكن استخدامها في تزويد العملاء بالمال والأجهزة الإلكترونية".

الضربة الثانية

بحسب الإعلام العبري فإن حماس قامت بانتحال أسماء وشخصيات وهمية للإيقاع بالجنود الإسرائيليين حيث قال أحدهم: "أحببت فتاة من أمريكا الجنوبية وربطتنا علاقة عاطفية وكنت ابوح لها بالكثير من الاسرار وفي النهاية اكتشفت أنه رجل وأحد عناصر حماس ويسكن في قطاع غزة !".

وقالت القناة العاشرة إن الاحتلال بالتعاون مع جهاز الشاباك، فإنه تمكن عبر عملية استمرت عدة أشهر على رصد حسابات وأرقام مجهولة، كانت تستهدف جنود الاحتلال النظاميين والاحتياط للإيقاع بهم والحصول على معلومات مهمة عنهم وعن وحداتهم ومعلومات أخرى شخصية وكذلك استخدام برمجيات وفيروسات للتجسس على هواتفهم النقالة الشخصية.

وذكرت القناة العبرية الثانية أن مجموعة "السايبر" في حماس نجحت في زراعة برنامج تجسس داخل أجهزة هواتف تعود للجنود والضباط عبر تقمص شخصيات فتيات جذابات وبالتالي أوقعت بهم وسيطرت على هواتفهم وحصلت على معلومات حساسة وسرية من داخل قواعد ومقار عسكرية أيضاً.

ويدور الحديث عن عشرات الهجمات الالكترونية ضد الجنود، وفي أعقاب ذلك بدأ الجيش بعمليتين الكترونيتين بهدف وقف عمليات اختراق الأجهزة أطلقت عليها "معركة الصيادين" و"صيادي الشبكة"، عبر قسم المعلومات بالجيش وهدفت لإحباط محاولات حماس للاختراق.

وبحسب الجيش فقد تسربت " معلومات قيمة" لحركة حماس في حين جرى إحباط عمليات الاختراق وتشويشها.