تستمر المظاهرات الاحتجاجية ضد قرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المقيدة لدخول المهاجرين المسلمين إلى البلاد، في العديد من الولايات الأمريكية، حتى إن عددا كبيرا من المطاعم أغلق أبوابه، التي يشكل المهاجرون معظم عامليها، بمختلف الولايات الأمريكية وعلى رأسها العاصمة واشنطن ونيويورك؛ احتجاجًا على قرارات ترامب.

كما أغلق عدد من المحلات التجارية في ولايتي مريلاند، وفيرجينيا؛ تضامناً مع المطاعم التي أقفلت أبوابها، وفي نيويورك، ساندت سلسلة مطاعم "بلو ريبون"، إضراب المطاعم عن العمل، وأعلنت مشاركتها في الإضراب يومًا واحدصا.

وفي سياق متصل، شهدت مدينة شيكاغو مظاهرات مناهضة لقرار الرئيس الأمريكي بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وتدفق آلاف الأشخاص، غالبيتهم مهاجرون مكسيكيون، إلى شوارع شيكاغو، واحتجوا على سياسات ترامب المعادية للمهاجرين، ورفع المتظاهرون لافتات كُتبت عليها عبارات من قبيل: "لا نريد العودة" و"ضد الكراهية" و"لا لحظر الدخول وبناء الجدار (مع المكسيك)".

ووقع ترامب، في الـ27 من يناير الماضي، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتعليق السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة 4 أشهر، وحظر دخول البلاد لمدة 90 يومًا على مواطني سوريا والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن.

ومنذ توقيعه القرار، يواجه ترامب انتقادات محلية وغربية وعربية كبيرة، وسط اتهامات له بتبني سياسات عنصرية.

ترامب يخسر المعركة


فيما طلبت وزارة العدل الأمريكية، مساء أمس الخميس، من محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو التخلي عن الإجراءات المتعلقة بمرسوم الهجرة الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب، موضحة أن السلطة التنفيذية تفضل مراجعة نسختها بدلاً من إضاعة الوقت في المحكمة.

وكتب محامو الحكومة في مذكرة الى المحكمة أنه "بدلاً من استمرار الخلاف أمام المحكمة، يعتزم الرئيس إلغاء المرسوم ليقرر بدلاً منه مرسوماً جديداً منقحاً بشكل كبير".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إنه سيعلن الأسبوع المقبل أمرًا تنفيذيًا جديدًا بشأن الهجرة، سعيًا إلى المضي قدمًا بعدما علقت محكمة فيدرالية قراره حظر دخول اللاجئين ومواطني 7 دول إسلامية.

وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحفي: "نحن بصدد إصدار أمر جديد وشامل جدًا بغية حماية شعبنا".

وقالت وزارة العدل الأمريكية، الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب سيبدل "في المستقبل القريب" أمره التنفيذي الذي يفرض حظرًا مؤقتًا على دخول مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.

وأضافت أنه بالنظر إلى الأمر التنفيذي المرتقب فإنه ينبغي لمحكمة استئناف اتحادية ألا تعيد النظر في حكم أوقف تنفيذ الأمر الذي أصدره ترامب في 27 من يناير.

وقالت وزارة العدل -في وثائق قدمتها إلى المحكمة- "إذ يفعل ذلك فإن الرئيس سيفسح الطريق لحماية البلاد على الفور، بدلاً من مواصلة نزاع قضائي من المحتمل أن يستهلك الوقت".

وأكد ترامب أن الأمر الذي أصدره الشهر الماضي كان ضروريًا لحماية الولايات المتحدة من هجمات الإسلاميين المتشددين ويحظر دخول المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوماً. ويحظر أيضاً دخول اللاجئين لمدة 120 يوماً عدا اللاجئين من سوريا الذين يفرض حظراً على دخولهم لأجل غير مسمى.

وعلق القاضي الأمريكي جيمس روبارت في سياتل تنفيذ الأمر في أنحاء البلاد بعد أن طعنت ولاية واشنطن في قانونيته ما أثار موجة من التغريدات الغاضبة من ترامب ضد القاضي ونظام المحاكم. وأيدت الدائرة التاسعة بمحكمة الاستئناف الأمريكية والمؤلفة من ثلاثة قضاة الأسبوع الماضي الحكم الذي أصدره روبارت.

وفي مؤتمر صحفي، الخميس، قال ترامب إن الأمر الجديد سيصاغ بما يتوافق مع الأحكام القضائية. وأضاف قائلاً: "الأمر الجديد سيكون مصمماً بحيث يكون متوافقاً جداً مع ما اعتبره قرارًا سيئًا جدًا".