كتب : سعيد الحاج.
بطل ليلة الانقلاب في تركيا ..
ثمة الكثير من القصص الإنسانية، والكثير الكثير من القصص البطولية، التي حصلت في تركيا ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة قبل شهر من الآن.
لكن قصة الضابط "عمر خالص دمير" تجمع بين الجانبين الإنساني والبطولي، ولم تأخذ حقها في النشر في الإعلام العربي، سيما وأنني أعتبره أحد أهم الأسباب التي أدت لإفشال الانقلاب. كيف؟
ما زلتُ عند رأيي بأن عوامل إفشال الانقلاب كانت كثيرة وساهمت بدرجة او بأخرى في إنقاذ تركيا تلك الليلة، وقد كتبت عنها أكثر من مرة، لكن أهم عاملين أفشلا الانقلاب برأيي كانا انقسام المؤسسة العسكرية ومقاومة القوات الخاصة في الميدان. وللقوات الخاصة تحديداً قصة مثيرة.
فضمن خطط الانقلابيين للسيطرة على كافة قطاعات الجيش والمؤسسات الأمنية، أرسلوا مجموعة على رأسها مساعد قائد القوات الخاصة العميد "سميح ترزي" للسيطرة على مقر القوات الخاصة. حين عرف قائد القوات الخاصة الفريق "زكائي أق صاكاللي" بالتحركات – وكان خارج مقر القوات – اتصل بالمقر فقيل له أنه عُزل وأن القائد الجديد هو سميح ترزي. فاتصل أق صاكاللي بحارسه الشخصي الضابط (ضابط الصف؟) عمر، قائلاً (وفق روايته الشخصية التي وثقت لاحقاً): "سأكلفك بمهمة باسم وطننا وشعبنا. العميد ترزي خائن للوطن، اقتله قبل أن يدخل مقر قيادة القوات. هذه طريق في نهايتها الشهادة. تعرف أننا عملنا معاً لعشرين سنة. سامحني. فأطاع خالص دمير أمره ومنع ترزي من دخول مقر القيادة بأن أطلق عليه الرصاص في جبهته، قبل أن يقتله الانقلابيون، وتستخرج من جثته 30 رصاصة.
شخص واحد منع سيطرة الانقلابيين على مقر قيادة القوات الخاصة، التي واجهتهم كامل الليلة ببسالة وكان لها دور بارز جداً في إفشال الانقلاب. ولعلي لا أبالغ إن قلت إن سيطرتهم على مقر وقيادة القوات الخاصة كانت ستعني نجاح الانقلاب بنسبة كبيرة. وقد انتقموا خلال ساعات الليل من القوات الخاصة بقصف مقرها الذي قتل فيه 50 عنصراً.
وقد أطلق اسم الضابط على بعض الميادين والمنتزهات والثانويات في بعض المحافظات التركية، كما أطلقت حملة لإطلق اسمه على المطار الثالث الذي سينشأ في إسطنبول.
قصة هذا الضابط تثير مشاعري والدمع في عيني كلما قرأتها أو رويتها لأحد. رحمه الله وكافة الشهداء.