ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن معظم الدراسات التي أجريت على الفئران أصبحت محل تساؤل وشك، استنادا لدراسة حديثة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن سلوك الفئران يتأثر بالطريقة التي يتم فيها نقلها، مشيرة إلى أن الطريقة المعتادة لنقل الفئران من مكان لآخر داخل المختبر هي التقاطها من الذيل، وهو سبب المشكلة.

وجاء في الدراسة الجديدة التي اعتمدت عليها "الإندبندنت"، والممولة من قبل المركز الوطني لاستبدال والحد من استخدام الحيوانات في البحوث، أنه على الرغم من أن التقاط الفئران بهذه الطريقة لا يؤذيها، إلا أن تلك الطريقة تسبب لها التوتر والقلق، وهذا له تأثير كبير على سلوك الفئران وبالتالي على نتائج التجربة.

وقالت الصحيفة: "إن تصميم قناة صغيرة لنقل الفئران من مكان لآخر حلت المشكلة"، وأصبحت الفئران "أكثر قابلية للاقتراب من الباحثين في المختبر".

وقالت البروفسورت جين هيرست، من جامعة ليفربول، والمشاركة في الدراسة: "الطريقة المستخدمة لالتقاط الفئران المختبرية لها تأثير قوي على قلقها، حيث تبين دراستنا أن هذا ينعكس بدرجة كبيرة على دقة وصدق الاستجابة السلوكية للمحفزات".

وأضافت أن "تغييرا بسيطا في التقاط الفئران عن طريق القناة بدلا من مسك الذيل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مجموعة واسعة من البحوث التي تعتمد على الاختبارات السلوكية للحيوان".

وقال الدكتور مارك بريسكوت: "توفر هذه الدراسة المزيد من الأدلة على ضرورة الابتعاد عن التعامل مع الذيل عند التقاط الفئران المختبرية، وهذه المرة لأسباب علمية بحتة".

وأضاف: "يجب أن تكون القناة هي الوسيلة المفضلة للباحثين الذين يقومون بإجراء اختبارات سلوكية مع هذه الحيوانات".

وقد وصفت ورقة تناولت الدراسة، نشرت في "مجلة التقارير العلمية"، كيف أن العلماء اختبروا سلوك الفئران باستخدام البول من الجنس الآخر، والتي عادة ما تكون جذابة للفئران.

وتكشف الورقة أن الفئران التي تم التقاطها من الذيل لنقلها لمكان الاختبار أظهرت اهتماما قليلا بالرائحة، فيما فشل بعضها تماما بالانجذاب لها. وفي ذات الوقت كانت هناك استجابة كبيرة وحماسا للرائحة من قبل الفئران التي نقلت عبر القناة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفئران من أشهر الحيوانات التي تستخدم داخل المختبرات للتجارب، بما في ذلك لاختبارات الذاكرة والتعلم وتأثير المخدرات على العقل، وغيرها من الاختبارات.

وختمت الصحيفة بقولها: "إذا كان سلوك الفئران يتغير بالطريقة التي نحملها بها، فإن ذلك ربما ترك أثرا على نتائج عدد كبير من الدراسات".