خميس النقيب :

 

 قالوا عنه الطرف الثالث ، وقالوا عنه الطابور الخامس ، وقالوا عنه أهل الشر ، وقالوا عنه اللهو الخفي ..!!
مصطلحات  ألبستها الأنظمة المتعاقبة ثوب الخيانة والمؤامرة، حُملت أوزار الجرائم واحداث التخريب والقتل وحرق المنشآت العامة والخاصة، غير أنها في النهاية قُيدت جميعا ضد مجهول …!!

والمصطلح الفزاع - الآن -  هو  " أهل الشر " ، فمن هم أهل الشر ..؟!!

 

هل هم المغيبون ؟ هل هم المقتولون ؟ هل هم المطاردون ؟ هل هم المطحونون من الفقراء والمساكين  ؟  هل هم جيران الخارج ؟

أم هم المنتحرون …!!

الدولة العميقة ، جبهة الإنقاذ ، تمرد ، أصحاب القناع الأسود ، النخبة ، أين هم الآن ؟ وأين مكانة مصرهم وكيف وصل حال شعبهم الذي اختاروه عندما قالوا ( انتم شعب ونحن شعب)  ؟!!

غلاء طاحن ، وبكاء ساخن ، وفساد طاعن ، وفوق كل ذلك دماء مصرية طاهرة ذكية تهراق على مدار اليوم ومن كل الاطياف في بلد الأمن والأمان " ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين "  يوسف

لماذا ؟! من له المصلحة ، ومن يربح من كل ذلك ؟

 

ثم إن الذين كانوا يبثون السم في وجوه المختارين من قبل الشعب ، ها هم يبكون علي مرأي ومسمع الملايين ..!! " وتلك الايام نداولها بين الناس " ال عمران

وهم من كانوا يعرفون اللهو الخفي أو الطرف الثالث ؟!! و يعملون بكل طاقاتهم على خطف الأذهان وضرب الأفهام بعيدا عنه  ..!!

هاهم الان تختلط اوراقهم ، وترتبك افكارهم ، وتغلق ابواقهم ، وتتساقط دمعاتهم ، عويلا او تمثيلا ، لم يعد الامر يهم  لان القاعدة العريضة من الشعب لم تعد تثق في تلك الابواق المسعورة والاقلام المأجورة ...!!

كم من برنامج يتم وقفه ، وكم من بوق بتم قفله ، رغم انهم سوقوا للخراب ، ومهدوا للدمار ، وهيأوا للفوضي والسعار ...!!

انها الفتنة ، والفتنة اشد من القتل ، لكن الوطن يستعصي علي زراعها حتي الان ...!!  أما الانحراف فقد استشرى ،  كيف ؟  الفوصي تمكن ، المعاصي ترتكب، المنكر يُفعل، التحدي يكون، كتابات، حركات، أعمال كلها تغضب الله عز وجل والأمة ساكتة، صامتة ، باهتة  الا ما رحم ربي وعصم ..!!
" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " 
      ورد في بعض الأحاديث: " أن الله سبحانه وتعالى أرسل ملائكته ليهلكوا قرية، فقالوا: يا رب إن فيها صالحاً، قال: به  فابدؤوا، قالوا: لِمَ يا رب ؟ قال: لأنه لم يكن يتمعر وجهه حينما يرى منكراً ".
لمجرد أن تقول ما لي ولهذا ؟ ما لي ولهذه المعصية ؟ أنت بعيد عنها، هذا موقف انعزالي ، الانسحاب من مهمة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، يسبب ضياع هذه الأمة.

انه استعمار للمعاصي في القلوب الخربة ، واستحمار من قبل الطغاة لكل من يمشون في ركابهم " فاستخف قومه فأطاعوه " القصص

وبين الاستحمار والاستعمار يسري اللهو الخفي ، وينقلنا من حادثة إلى أخرى ، ومن قتل إلى آخر ، ومن إفساد إلى إفساد اكبر …!!

القتل أصبح بالجملة ، والفجر أصبح بالعملة

سئل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : توشك القرى أن تخرب وهي عامرة..؟   قال : إذا علا فجارها أبرارها . "

إذا علا فجارها أبرارها يأتي الخراب ، ويكثر الإرهاب ،

والفجار أصبحوا على عينك ياتاجر، الا ما رحم ربي ،  المستأمن يخون ، والحارس لا يصون، والإمام يناقض الاسلام  ، والطوفان لا يرحم احد ، و قد بدأ بالفعل  يأكل الكل ، المخربين والصامتين ، المداهنين والمتخاذلين، المطبلين و السحرة المجرمين …!!

  " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة." الانفال

الصالح سيشرب من نفس كأس الطالح ان لم يامره بالمعروف وبنهاه عن المنكر ... كيف  ؟

جاء في الحديث : أنهلك يا رسول الله وفينا الصالحون ..؟ قال : نعم إذا كثر الخبث. وما أكثر الخبث في زماننا هذا .

انها مراحل ، وقد وصلنا الي مرحلة خطيرة من خلط الاوراق ، عندما يصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ...!! ولابد من تغيير ويجب ان يكون بالحكمة والموعظة الحسنة ..!!

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : 
" كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا: أو كائن يا رسول الله ؟ قال: نعم وأشد منه سيكون ـ عجب الصحابة ـ كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ـ صعقوا صعقة أشد ـ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه ؟ قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً "  عن علي بن أبي طالب 
عندئذٍ تودع هذه الأمة، حينما يكون المنكر أمام المسلمين، ولا أحد يتكلم ، وهل هناك منكر اعظم من الدماء ؟...!! قال صلي الله عليه وسلم :  والذي نفسي بيده لقتل مؤمن اعظم عند الله من زوال الدنيا     رواه النسائي

 

اللهم احقن دماء المسلمين ، واكشف كرب المكروبين ، وازل هم المهمومين

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولايعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر