لقن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، درسا في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية 28، التي بدأت أعمالها بمدينة البحر الميت بالأردن، الأربعاء، حول كيفية عدم الخلط بين التنظيمات السياسية السلمية، والأخرى التي تلجأ إلى ممارسة العنف.

وقال نشطاء أن هذا يعد تلميحا إلى الخلط بين جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات المسلحة التي تنتهج العنف.

وفي كلمته أيضا دعا الشيخ تميم، إلى ملاحظة أنه: "إذا كنا جادين في تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة: هل من الإنصاف أن نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية، نختلف معها، إرهابية على الرغم من أنها ليست كذلك؟".

ومضى أمير قطر في تساؤلاته: "هل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين في هذا العالم؟"، مشيرا إلى أن "قضية مكافحة الإرهاب أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية، والشد والجذب بين الأنظمة"، على حد قوله.

 

انسحاب السيسي

 

يذكر أن قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، غادر والوفد المصري المرافق له، بشكل مفاجئ، الجلسة الافتتاحية للقمة بمجرد بدء أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إلقاء كلمته، مباشرة بعد السيسي، بحسب ترتيب الكلمات.

ونشر ناشطون بوسائل التواصل الاجتماعي صورا، ومقاطع فيديو، تظهر خروج السيسي والوفد المصري من القاعة، مارا خلف أمير قطر، وهو يلقي كلمته، بمجرد إعطاء رئيس الجلسة، العاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين، الكلمة له.

وتحدثت وسائل إعلام أردنية ومصرية عن "انسحاب" السيسي، فيما لَم يصدر أي رد فعل أو توضيح من نظام الانقلاب حول ذلك، وهو أمر غير مسبوق، حتى اللحظة.

وبدورها سارعت القنوات التليفزيونية المصرية، إلى وقف البث المباشر من القمة، مع بداية كلمة أمير قطر.


قطر والقضية الفلسطينية والثورة السورية



وبالعودة لكلمة أمير دولة قطر، فقد تحدث بشكل مطول عن القضية الفلسطينية، التي توليها الدولة القطرية اهتماما كبيرا، قائلا :"تظل في مقدمة أولوياتنا رغم جمود عملية السلام بسبب المواقف المتعنتة لإسرائيل".

وأضاف: "مطالبون بالعمل للضغط على المجتمع الدولي لرفض إقامة نظام فصل عنصري، والتعامل بحزم مع إسرائيل"، مطالبا بضرورة العمل على وقف الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، ورفع حصار غزة الجائر الذي يمنع سكانه من ممارسة حياتهم الطبيعية.

وأكد أن إنهاء كارثة الشعب السوري يتوقف على اتخاذ الإجراءات الملزمة للنظام السوري بتنفيذ مقررات جنيف، مشددا على ترحيب قطر بوقف إطلاق النار في سوريا لكن دون انتقائية حتى لا يُسمح بالاستمرار بالتهجير، داعيا إلى ضرورة إجبار النظام السوري على القبول بقرار مجلس الأمن باستمرار العمل الإنساني.

واعتبر الشيخ تميم أن الشعب السوري لم يتشرد بسبب ظروف طبيعية بل بسبب حرب شعواء شنها النظام عليه، وأن الظروف التي تمر بها الأمة العربية تتطلب كثيرا من الواقعية، والالتزام بالأقوال والأفعال.